رسالة الى كل من ظلم !!
قال الشاعر العربي المسلم
لا تظلمن اذا ما كنت مقتدرا .. فالظلم آخره يفضي الى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه .. يدعو عليك وعين الله لم تنم
وقال الشاعر أبو العتاهية
الا والله ان الظلم شؤم .. ومازال المسئ هو الظلوم
الى ديان يوم الدين نمضي.. وعند الله تجتمع الخصوم
والظلم عاقبته وخيمة جدا
على الدين وعلى الدنيا وعلى كل ما يتعلق بحياة الظالم
سبحان الله الدنيا قصيرة جدا
والظالم والمظلوم يلتقيان لا محالة
فاحذر ان تكون ظالما فان الظالم ايامه معدودة
عندما تشعر يوما بالظلم
في اول أيام شهر رمضان
وترفع يدك للسماء
وتدعو على من ظلمك قبل أن تأكل أول لقمة بعد عناء يوم صوم كامل
تخيل ما وقعها عند الله سبحانه وتعالى ونحن نعلم أجر الصائم ودعائه في صومه
الاهم من ذلك ان المظلوم يشعر بالاسى والحزن
لما وصل اليه امر من ظلمه
سبحان الله يحدث الفارق الاخلاقي والنفسي والقيمي بتلك اللحظات
هناك من يشمت وهناك من يدعو لظالمه بالهداية
نعم الهداية
ويحزن على الحال الذي وصل اليها
والى المصير الذي آل اليه
والى المصيبة التي أبتلي بها
سبحان الله
ما أعظم الدعاء ونفعه
وما أعظم ان تكون مظلوما وينصرك الله
خرج سيد من هذه الازمة بانتصار كبير
انتصار للقيم والاخلاق والطيبة
انتصار للوسطية الحقيقية لا الوسطية الادعائية
انتصار لكل ما هو جميل في النفس البشرية
من توقير للآخر وحب وأحترام للاختلاف الحقيقي في الاراء الذي لا يفسد للود قضية
انتصار الى العدالة التي تمثلها القيم والضمائر و الاخلاق
لقد هوجم واتهم
في أعز ما يملك
ولوحق بتهم التخريب والتدمير
وأبعد عن هذا المكان بهذه الحجج
والنهاية
عاد قويا نظيفا نقيا كما كان
عاد من الازمة اكثر ثقة بربه وبمبادئه وبالوسطية التي يمثلها
وعاد اكثر حزنا لما آل اليه مصير القوم
لم يحزن في حياته بقدر ما حزن على ابتعاد تلك الاقلام
التي هاجمته يوما
ابتعادا بمثل هذه الصورة التي احزنت الجميع
ويقينا بان ذلك نتيجته الظلم
الظلم وحده
لنتخيل الظلم
لنتخيل عاقبته
لنتخيل المظلوم
ووضعيته
لنتخيل كيف ان الله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه وجعله بينا محرما وقال رب العزة والجلالة فلا تظالموا
ومع ذلك فالانسان منا تسهل عليه كلمات الظلم
وتهون عليه الاخوة الاسلامية ويبدأ بتوزيع الاتهامات يمنى ويسرى
ولكن بعد النشوة تأتي الفكرة
وبعد الغفوة تأتي الاستفاقة
ويبدأ الانسان الذي ظلم أخوه بالندم
يبدأ بعض اصابع الندم عندما لا ينفع الندم
كنت قد قررت كتابة كلمات اقوى
ولكن والله
نفسي وخوفي من الله منعني
ومنذ الساعة التي عرفت بها بالخبر
تألمت لساعات
وقلت بنفسي والله شاهد على ما أقول
سأنسى كل ما حدث
وحدثتني نفسي وشيطاني بالتشمت
فالجمته بالكثير من الاحاديث التي تمنع التشمت بالمسلم والسعادة لما اصابه
وقلت للشيطان
ان تشمتت فانا ساكون شريكا في الظلم
وانا لا احب الظلم
لا اعلمه لتلاميذي
ولا اعلمه لمن اعرف
وأنا الآن أتمنى من القلب والله
ان تصفى القلوب وتعود الامور الى نصابها ويعود من غاب للظهور بثوب جديد ونفسية جديدة و اخلاق ارفع
يعود بقلب نظيف
وقلب تقي
ومحبة للعلماء
وتوقير للمخالف
ومحبة ومودة لمن ارتضى الاسلام دينا من الاخوة
بدون شعارات كبيرة لا تطبق
وبدون مهاترات جانبية لا تصدق
ليكن شعارنا و منهجنا هو شعار ومنهج الاسلام
الدين الذي حث على الاخلاق
وعلى الرحمة
وعلى المبادئ الحسنة
وساد على الجميع بمنطق مقارعة الحجة بالحجة
ببيان سليم ولغة ظاهرة ورغبة في نشر المعتقد بالحكمة والموعظة الحسنة
لقد ساد الاسلام بهذه القيم
وهي ليست صعبة على من اراد
قد أحزن لظلم قد اصابني
وقد ادعو
لكن والله حزني يدوم عندما ينتصر لي
وعندما اقف ومن ظلمني يقعد
عندها حزني يمتد كثيرا
والسبب رغبتي بعدم مشاهدته بهذا الموقف رغم اني تمنيت سابقا ان يقف بنفس الموقف الذي وقفته انا بسببه
وهذا هو الحزن الحقيقي
حزن القلوب على ما أصاب قلوبا آخرى في غفلة من الزمن وما يحدثه الزمن
وتقلب السموات والارض
ومن حال الى آخر
وكما صدق الشاعر عندما يقول
ما بين التفاته عين وانتباهتها .. يغير الله من حال الى حال
اسأل الله ان بعفو عنا ويرحمنا ويوفقنا و يسدد خطانا وان يجبر كسرنا وان يهدينا الى الطريق القويم
وان يوفق من ظلمنا الى الخير والى عدم الوقوع في ظلمنا
اللهم وفقهم وارحمهم