نادى منادي الجهاد واجتمع الجيش المسلم
والجندي المسلم ليس كالجندي العربي فهو لا يحتاج إلى مؤونة فهو قنوع كيس
فيه تمر وكل زاده تمر ولا يحتاج إلى سلاح فسلاحه معه ولباسه بسيط لباس
يستر عورته ويرضي ربه فالجندي المسلم يوفر الميزانيات الهائلة على وزارات
الدفاع .
انطلق صاحبنا هذا الرجل الذي سمع النداء
وتشبثت به إمرأته ودموعها تنحدر على وجنتها إلى أين أنت ذاهب قال أما
تسمعين حي على الجهاد والله إن كنت حبيبة إلى نفسي فإن الله أحب إلي فقالت
وماذا أفعل بالذي في أحشائي ابنك هذا فقال لها لقد تركت لك ثلاثين ألف
دينار افعلي بها ماشئت حتى أعود فذهب مع الجيش المسلم مع الجيوش الفاتحة
وهدفه فإن عدت فذلك خير وإن لم أعد فاللقاء في جنات الخلد وينطلق الرجل
مجاهدا ويغيب السنين الطوال ويعود بعد سنوات محملا بالغنائم ما خف حمله
وغلا ثمنه ويصل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن السنة أنهم إذا
رجعوا من السفر ذهبوا إلى المسجد يصلون ويسلمون على ساكنه ويخبرون أهليهم
فيقول صاحبنا فبينما أن في المسجد فإذا بشاب في ريعان شبابه يدخل ويقف له
الحضور احتراما ثم جلس وأخذ يحدث الناس حتى صلاة العشاء فيقول فأنساني
أهلي فجلست استمع إليه فدار في نفسي شك يا ليت ابني مثله فلما أذن العشاء
وصليت العشاء ذهبت إلى بيتي ودخلت فرأيت أمرا عجيبا رأيت زوجتي وبجوارها
شاب فامتشقت السيف فنظرت إلي زوجتي فعرفتني على رسلك لا تستعجل قم يا بني
واستقبل أباك فلما اقترب ونظرت في وجهه فإذا به الفتى الذي كان يحدث الناس
في المسجد قلت من أنت قال يا أبتاه انا ربيعة الرأي إمام المدينة أفتي
فيها ولم يبلغ عمري سبعة عشر عاما حفظت القرآن والحديث وأقوال العلماء
والفقهاء .
عجيب جلد وصبر هذه الزوجة على تربية الولد
وأعجب منها ثقة الاب بالزوجة المبلغ الذي أعطاها إياها لم تصرفه لم تصرفه
على لهوها وملذاتها ثلاثون ألفا لو أعطيت لزوجة أخرى ماذا كانت ستفعل بها
لذلك قال الشاعر :
الام مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق