- لقد سمعنا ونسمع كثيرًا عن عقوق الأبناء للآباء وقليلاً ما نسمع عن عقوق الآباء لأبنائه؛ وذلك لانشغالنا بالواجبات ونسيانا للحقوق، فلو أنّا أدَّينا الواجبات أُدِّيَت إلينا الحقوق .. فكيف ذلك؟!!!
وتمتلئ الكتب والمواقع الدينية وغيرها ، هذا بالإضافة إلى مايدعو إليه ديننا الحنيف والأحاديث النبوية وسيرة الصحابة والصالحين من عقوبة عقوق الوالدين وعدم معاملتهم بالحسنى ولكن ماذا عن عقوق الوالدين لأبنائهم ؟
وكيف يتصرف الأبناء حينما يجدون أنفسهم تحت رحمة آباء وأمهات لا يخشون الله فيما يفعلون؟
إنّ على كل أب وأمٍّ- قبل أن يشكو عقوق ولده له- أن يراجع نفسه هل يمارس العقوق تجاه ولده ام لا فكله سلف ودَيْن!!
*وعقوق الآباء للأبناء تأخذ أشكال كثيرة مثل :-
- التفرقة في المعاملة بين الأبناء فتورث الضغينة:- فبعض الآباء والأمهات يجد بعض الأبناء أقرب إلى قلوبهم، فيظهرون هذا في معاملتهم؛ وهو ما يولد حقدا وكرها من الولد للأم والأب والإخوة أيضا،
يقوول الله تعالى في محكم التنزيل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }(سورة التحريم:6)..
-عدم توفير سبل العيش عندما يمتلك الأب القدرة المادية على ذلك:-
فعندما يمتلك الاب مال وفير ويبخل علي اولاده في مقابل انه ينفق امواله الاخري علي المحرمات وعلي اصحابه واقاربه حتي يقال عنه انه سخي ويملك مالا كثيرا فيتولد حرمان داخل الابناء يؤدي الي الكره
- عدم اختيار الأم الصالحة المناسبة من قبل الأب لإنجاب وتربية الأبناء
- الضرب الشديد والتسلط على الأبناء:-
الاعتداء علي الاولاد بالضرب الشديد بدون اي ذنب حتي اذا كانو علي حق
- دعوة الأبناء لاسمح الله إلى طريق الشر والرذيلة
.... وغيره الكثير وسأروي لكم قصه اقسم بلله انها واقعيه وحقيقيه والله علي ما اقول شهيد
( قصة بنت في العشرين من عمرها كان يتعدي عليها ابوها بالضرب الشديد وكان يربطها بالجنازير في السرير ويمنع عنها الطعام ويتركها تنزف حتي تتقترب من الموت ولو عرفتم السبب لدعيتم عليه بالهلاك في كل لحظه كان يحاول الاعتداء عليها وهي كانت ترفض فكان يتهمها في شرفها امام اهله ويتهمها بالسرقه حتي يحاول مسك ذله عليها وتنكسر امامه وعاشت شهور في عذاب واهانه حتي جائت اللحظه الحاسمه وعزم الاب في نفسه ان يأخد شرف ابنته بنفسه ووضع لها المنوم في الشاي ولكن لولا قدرة الله افسد مفعول الدواء الذي اخذته عن طريق الصدفه قبل شرب المنوم الي ابطال مفعوله بعد ساعه فقط واستيقظت واذا بها عاريه في احضان ابوها يحاول اضاعة شرفها ولكن ستر الله وكرمه انقذها من وحشيه ابيها ومرت الايام بعد ذلك وهي خائفه لمن تشكي ولمن تقول وهل اذا قالت من سيصدقها وما كان بيديها الا ان تقوم بالهرب من بيت ابيها )
فا أنا اتسأل ؟ هل بعد ذلك يمكن ان يحاسب الله البنت علي مقاطعة ابوها
.
هل يمكن ان يقال ان هذه البنت عاقه لابوها ؟...
- طبيعة التعامل :- وبعض الآباء يرون أن تشديدهم على أبنائهم في بعض مظاهر الدين هو الدين كله، مع أنهم يخطئون في حق أبنائهم، فيتهمون أبناءهم في بعض السلوكيات على أنهم "فسقة"، وأنهم "منحلون"، وأنهم يريدون العبث واللهو، وهذا حرام، مع أن هذا الشيء قد لا يكون حراما، فهذا التضييق والتشدد يجعل الأبناء في حالة تشتت؛ لأن التشدد من الآباء يلقي بظلاله عليه
.
- لا للاستبداد :- ومن صور العقوق أيضا إظهار الآباء أنهم يملكون الحق الأوحد، وأن الأبناء دائما على خطأ، فيشعر الأبناء أن آباءهم وأمهاتهم لا يملكون القدرة على خطابهم، وأنهم يسيئون إليهم دائما؛ وهو ما يحدث فجوة كبيرة بين الآباء والأمهات.،
ومن صور العقوق أيضا؛
الاستبداد في الرأي، وخاصة إذا كان هذا الرأي متعلقا بالأولاد، وأخطر هذا الاستبداد أخذ قرار بتزويج فتاة دون رضاها، فهذا من أشد العقوق، وقد جاءت فتاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه أن والدها أراد أن يزوجها قريبا لها ليرفع به خسيسته، فرد الرسول صلى الله عليه وسلم الزواج، فلما رأت الفتاة أن الأمر لها، قالت: يا رسول الله، قد أجزت ما أجاز أبي، غير أني أحببت أن أعلم من ورائي من النساء أن ليس للآباء في هذا الأمر شيء.)
ومن مظاهر العقوق أن يدخل الوالد ولده -أو بنته- كلية لا يرغب فيها، أو أن يفرض عليه عملا معينا لا يحبه، أو مهنة لا يهواها، كل ذلك نوع من الاستبداد المرفوض، والذي يجب أن ينتهي الآباء عنه فورا.
- عوامل خارجيه :- العلاقات المحرمة من أهم مظاهر العقوق، فعدد غير قليل من الآباء المتزوجين لهم علاقات حب وعشق مع نساء أخريات، وهذا -فضلا عن حرمته- فإنه يؤثر سلبا على تربية الأولاد، بل يكتشف الأبناء -في بعض الأحايين- هذه العلاقة، فتنهار كل المثل العليا التي يرونها في أبيهم، وتتحطم في عيونهم الصورة الجميلة للأب، وقد يؤثر هذا عليهم سلبا فينشئوا هم علاقات محرمة؛ لأنه عند غياب التربية قد يقع الأبناء في معاصي الآباء.ومثل تلك العلاقات يجب أن تكون واضحة، إما أن تكون في إطار حلال أو ترفض، وما أبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال:" اتق المحارم؛ تكن أعبد الناس".
وكثير من الظلم و الإساءة يقع أيضاً على الأبناء لأسباب حالات نفسية و إجتماعية لا ذنب لهم فيها .. كأن تكون البنت شبه جدتها لأمها ألتي لا يحبها الأب أو شبه عمتها ألتي تكرهها الأم، أو الولد شبه أخواله الذين يحقد عليهم الأب او في حالة الانفصال بين الام والاب وتكو البنت شبه الام او الابن شبه الاب
- فكم من أب ظلم أبناءه أو قصر باحتياجاتهم أو مارس عليهم أسلوب القمع والدكتاتورية في التربية دون أن يحاسب نفسه بما فعل أو يتقي الله بهم ؟
- وكم من أم أضاعت مستقبل أبنائها بتهورها واستهتارها ؟
- ما أكثر ما يشكو الآباء من عقوق الأبناء.
ولكن من يرفع شكوى الأبناء من عقوق الآباء؟!
هل من معتبر قبل وقوع الجناية.. أو مستدرك قبل فوات الأوان..؟!
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد اشرف الخلق اجمعين
ولا تنسونا بصالح الدعاء