بسم الله الرحمن الرحيم
مع الدرس الثاني من دروس العقيدة :
الموضوع الثاني من مواضيع العقيدة أن العالم الذي خلقه الله عز وجل يقسـم قسمين :
- عالم غيبي .
- وعالم مشهود .
فكل شيء يقع تحت حواسنا فهو عالم مشهود ، كالمرئيات ، والمسموعات ، و المشمومات ، وكل شيء يقع تحت حواسنا الخمس ، أو تدركه حواسنا فهو عالم مشهود ، لكن هناك عالماً لا تدركه حواسنا ، ولكننا نستطيع أن نتبيّن أثره ، مثلاً :
* الكهرباء : لا نستـطيع أن نـرى الكـهرباء بـالعين ، لكن دوران المروحة ، وإضاءة المصباح أثر من آثار الكهرباء ، كذلك حرارة المدفأة الكهربائية أثر من آثار الكهرباء ، وكذلك المذياع والتلفاز ، فالكهرباء تبدو على شكل صوت ، أو حرارة ، أو على شكل تبريد ، أو صورة ، أو حركة ، فتقول : إن الكهرباء لا تستطيع حواسنا أن تدركها ، ولكننا ندرك آثارها ، وما دمنا قد أدركنا آثارها فإننا نحكم بوجودها ، وهناك أشياء موجودة لا تستطيع حواسنا إدراكها ، لكن آثارها دالة عليها .
وهذا عالم آخر غابت عنا ماهيته ، وظهرت لنا آثاره ، فنحن نحكمُ بوجوده ......
* مثل آخر : قطعتان من الحديد بقياس واحد ، وحجم واحد ، ووزن ، ولون ، وتشكيل واحد ، هذه العين لن تستطيع التفريق بينهما ، إحداهما مشحونة بقوة مغناطيسية ، والثانية غير مشحونة ، فإذا قربنا قطعة معدن صغيرة من القطعة المشحونة تجذبها ، إذاً نحكم بوجود قوة في القطعة الأولى ، ونحن بحواسنا الخمس لا نستطيع أن ندرك هذه القوة ، ولكن بجذب المعدن الصغير لها نستنتج أن في هذه القطعة قوة قطعية الثبوت ، ولكننا لا نستطيع بحواسنا الخمس أن ندركها ، إذاً فالعالَم عالَم مشهود ، وعالَم غيبي ، ووجود العالم الغيبي ليس أقل من وجود العالم المشهود ، بل ربما كان العام الغيبي أكثر وجوداً من العالم المشهود ، فالحيوانات تتعامل مع العالم المشهود ، لكن الإنسان بما أُوتي من فكر يستطيع أن يتعامل مع العالم الغيبي ، وقد قال ربنا عز وجل في كتابه العزيز :
(سورة البقرة)
وذلك يعني أن الشيء الذي غاب عنهم يؤمنون به إيماناً يقينياً ، وأنت إذا رأيت غديراً ، فالماء يدل على الغدير ، والأقدام تدل على المسير ، أفسماءٌ ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، ألا تدُلاَّنِ على الحكيم الخبير ؟!.