دلائل محبة النبي صلى الله عليه وسلّم
دلائل محبة النبيe
فضيلة الشيخ خالد بن عبد الله المصلح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعينأم بعد .......:
أيها المؤمنون إن الله تعالى أرسل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين أرسله الله تعالى على حين فترة من الرسل وانطماس من السبل فهدى الله به إلى أقوم الطرق وأوضح السبل أوحى الله إليه: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ﴾([1]) فلم يزل صلى الله عليه وسلم قائماً بأمر ربه ومولاه لا يرده عن ذلك راد ، داعياً إلى الله لا يصده عنه صاد يبلغ دين الله ورسالته لا يخشى فيه لومة لائم ، أوذي في الله أبلغ الأذى في نفسه وماله وأهله وأصحابه كذبه قومه وعابوه وسفهوا رأيه وضللوه حاولوا قتله وسجنه أخرجوه من بلده طريداً سليباً ثم قاتلوه وحاربوه فكسروا رباعيته وشجوا رأسه وأدموا وجهه فكان يقول: ((اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون))([2]). فتحمل في سبيل تبليغ دين الله وهداية عباد الله صنوف المشاق وألوان الأذى فكان عاقبة أمره فوزاً ونصراً فأشرقت برسالته الأرض من ظلماتها هدى الله به من الضلالة وبصّر به من العمى فأنقذ الله به من آمن به واتبعه من النار ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾([3]).
أيها المؤمنون عباد الله إن من آكد حقوق محمد بن عبد الله النبي الأمي الذي أنقذكم الله به من النار وهداكم به من الضلالة محبته صلى الله عليه وسلم محبة قلبية صادقة ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين))([4]). فحق على كل مؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحب النبي صلى الله عليه وسلم محبة يتجلى فيها إيثار النبي صلى الله عليه وسلم على كل محبوب من نفس ووالد وولد والناس أجمعين ، فحب النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من أعظم واجبات الدين وهي فرع عن محبة الله تعالى وتابعة لها.
أيها المؤمنون! إن لمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم علامات ودلائل تظهر حقيقة المحبة وصدقها ومن أبرز هذه العلامات متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في أعماله وأقواله وأخلاقه وجميع شأنه قال الله تعالى : ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾([5]) .وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة))([6]) رواه الترمذي. فمن أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة صادقة من قلبه أوجب له ذلك تمام المتابعة فتجد المحب الصادق في محبته للنبي صلى الله عليه وسلم معظماً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم عاملاً بها حريصاً عليها في دقيق الأمر وجليله لا يعدل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه شيئاً من الأقوال أو الآراء نسأل الله العظيم من فضله.
أيها المؤمنون إن من دلائل محبة النبي صلى الله عليه وسلم الإكثار من ذكره فذكره صلى الله عليه وسلم سبب لدوام محبته في قلب العبد وتضاعفها فالعبد كلما أكثر ذكر المحبوب واستحضر محاسنه زاد حبه له وشوقه إليه.
أيها المؤمنون إن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الذي تزداد به محبته و الإيمان به يكون بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾([7]) لا سيما عند ذكره صلى الله عليه وسلم فإنه قد قال : ((البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي))([8]). ومن ذكره صلى الله عليه وسلم معرفة سيرته وأيامه وأحواله وما جرى له فسيرته صلى الله عليه وسلم من أسباب زيادة محبته صلى الله عليه وسلم.
أيها المؤمنون إن من دلائل محبة النبي صلى الله عليه وسلم نصرته والذب عنه وعن شريعته وتأييده ومنعه صلى الله عليه وسلم من كل ما يؤذيه وبغض أعدائه والمعاندين لشريعته ، قال الله تعالى : ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ﴾([9]). وتعزيره يكون بنصره وتأييده، وتوقيره يكون بإجلاله وإكرامه صلى الله عليه وسلم .
أيها المؤمنون إن من محبة النبي صلى الله عليه وسلم الشوق إلى لقائه.
أيها المؤمنون إن من علامات محبته الشوق إلى لقائه وتمني رؤيته ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم : ((من أشد أمتي لي حباً ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله))([10]). هذه بعض علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم محبة صادقة نسأل الله الكريم رب العرش