قال الذهبي رحمه الله : (الامام شيخ الاسلام عالم زمانه، وأمير الاتقياء في وقته )
نسبه :
أبو عبد الرحمن عبدالله بن المبارك بن واضح الحنظلي ، مولاهم التركي، ثم المروزي .
قال الذهبي رحمه الله :
" قال قعنب بن المحرر: ابن المبارك مولى بني عبد شمس من تميم .
وقال البخاري: ولاؤه لبني حنظلة.
وقال العباس بن مصعب في " تاريخ مرو ": كانت أم عبدالله بن المبارك خوارزمية، وأبوه تركي، وكان عبدا لرجل تاجر من همذان، من بني حنظلة
مولده :
-عن أحمد بن حنبل: ولد ابن المبارك سنة ثمان عشرة ومئة.
-عن عبدان بن عثمان يقول: سمعت عبدالله يقول: ولدت سنة تسع عشرة ومئة.
قالوا عنه :
-قال ابن عيينة : نظرت في أمر الصحابة فما رأيت لهم فضلا على ابن المبارك إلا بصحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم وغزوهم معه .
-عن شعيب بن حرب، يقول: قال سفيان: إني لاشتهي من عمري كله أن أكون سنة مثل ابن المبارك، فما أقدر أن أكون ولا ثلاثة أيام.
-عن شعيب بن حرب قال: ما لقي ابن المبارك رجلا إلا وابن المبارك أفضل منه.
-عن أبا أسامة قال: ابن المبارك في المحدثين مثل أمير المؤمنين في الناس.
-عن أشعث بن شعبة المصيصي، قال: قدم الرشيد الرقة، فانجفل الناس خلف ابن المبارك، وتقطعت النعال، وارتفعت الغبرة، فأشرفت أم ولد لامير المؤمنين من [ برج من ] قصر الخشب، فقالت: ما هذا ؟ قالوا: عالم من أهل خراسان، قدم.
قالت: هذا والله الملك، لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان .
-عن عبدالرحمن بن زيد الجهضمي، قال: قال الاوزاعي: رأيت ابن المبارك ؟ قلت: لا . قال: لو رأيته لقرت عينك .
-عن عباس الدوري: سمعت يحيى يقول: ما رأيت أحدا يحدث لله إلا ستة نفر، منهم: ابن المبارك.
-وقيل لابن معين ايما أثبت عبدالله ابن المبارك أو عبد الرزاق فقال كان عبدالله خيرا من عبد الرزاق ومن أهل قريته عبدالله سيد من سادات المسلمين .
-عن علي بن المديني قال: انتهى العلم إلى رجلين: إلى ابن المبارك، ثم إلى ابن معين .
-عن أسود بن سالم: كان ابن المبارك إماما يقتدى به، كان من أثبت الناس في السنة، إذا رأيت رجلا يغمز ابن المبارك، فاتهمه على الاسلام .
خصاله :
عن الحسن بن عيسى بن ماسرجس مولى ابن المبارك: اجتمع جماعة مثل الفضل بن موسى، ومخلد بن الحسين، فقالوا: تعالوا نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا:" العلم، والفقه، والادب، والنحو،
واللغة، والزهد، والفصاحة، والشعر، وقيام الليل، والعبادة، والحج، والغزو، والشجاعة، والفروسية، والقوة، وترك الكلام فيما لا يعنيه، والانصاف، وقلة الخلاف على أصحابه."
ورعه :
عن الحسن بن عرفة قال: قال لي ابن المبارك: استعرت قلما بأرض الشام، فذهبت على أن أرده، فلما قدمت مرو، نظرت فإذا هو معي، فرجعت إلى الشام حتى رددته على صاحبه .
جهاده :
عن عبدة بن سليمان المروزي قال: كنا سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم، فصادفنا العدو، فلما التقى الصفان، خرج رجل من العدو، فدعا إلى البراز، فخرج إليه رجل فقتله، ثم آخر فقتله، ثم آخر فقتله، ثم دعا إلى البراز، فخرج إليه رجل، فطارده ساعة فطعنه فقتله، فازدحم إليه الناس، فنظرت فإذا هو عبدالله بن المبارك، وإذا هو يكتم وجهه بكمه، فأخذت بطرف كمه فمددته، فإذا هو هو. فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا .
كرامة لعبد الله بن المبارك :
عن العباس بن مصعب: حدثني بعض أصحابنا قال: سمعت أبا وهب يقول: مر ابن المبارك برجل أعمى، فقال له: أسألك أن تدعو لي أن يرد الله علي بصري، فدعا الله، فرد عليه بصره، وأنا أنظر.