هو "محمد بن حسين بن يعقوب"
السلفي المصري، ولد في عام (1375هـ = 1956م)، بقرية "المعتمدية" مركز "إمبابة" التابعة لمحافظة "الجيزة" بمصر.
كان والده ـ رحمه الله ـ رجلا صالحًا كان من المؤسسين للجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية في "المعتمدية"، وكان دَمِث الخُلق، طيب القلب، محبوبًا بين أهالي قريته، وكان له درس ثابت في الفقه في مسجد "الجمعية الشرعية" بالمعتمدية وآخر للوعظ والتذكير، حتى توفي رحمة الله عليه في (20 من شعبان 1420هـ = 29 من نوفمبر 1999م).
حفظ الشيخ "محمد حسين يعقوب" القرآن منذ صغره في كتاتيب القرية على يد الشيخ "محمود طلبة" ثم الشيخ "عبد العزيز الفيومي"، وحصل على دبلوم المعلمين عام (1387هـ =1967م)، وتزوج وهو دون العشرين من عمره، وعمل بمركز معلومات السنة النبوية ـ وهو من أوائل المراكز التي عنيت بإدخال الأحاديث النبوية في الحاسوب ـ وهذه الفترة مكنت الشيخ من الإطلاع على دواوين السنة لاسيما الكتب الستة، مما أثرى محصوله العلمي.
وكانت للشيخ عناية خاصة منذ البداية بكتب الأئمة كابن الجوزي وشيخ الإسلام "ابن تيمية" وتلميذه "ابن القيم"، و"الذهبي" وغيرهم، ولذا تجد الشيخ يوصي بها لاسيما "صيد الخاطر" و"التبصرة" لابن الجوزي، و"مدارج السالكين" و"طريق الهجرتين" لابن القيم، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي، ويرى أنَّ هذه الكتب ينبغي ألا يخلو منها بيت طالب علم.
ثمَّ سافر إلى "المملكة العربية السعودية" في الفترة من (1401 ـ 1405هـ)، وهذه الفترة كانت البداية الحقيقية في اتجاه الشيخ لطلب العلم الشرعي.
ثم عاد إلى "مصر"، وتكرر سفره إلى "المملكة العربية السعودية" على فترات، حيث كان يعمل، ويطلب العلم, وكانت آخر رحلاته إليها عام (1411 هـ) لمدة سنة، تنقل فيها ما بين "الرياض" و"القصيم".
إجازاته:
ـ حصل الشيخ "محمد يعقوب" على إجازة في الكتب الستة من الشيخ "أبي الأشبال الزهيري".
ـ وأجازه أيضًا في الكتب الستة فضيلة الشيخ "محمد أبو خُبْزة التطواني"، وقد رحل الشيخ إليه في بلدته "تطوان" بالمغرب الأقصى.
ـ وإجازة ثالثة في القرآن والكتب الستة من الشيخ "أبو خالد الوكيل المكي".
شيوخه:
تلقى الشيخ "محمد حسين يعقوب" العلم على كوكبة من العلماء الأجلاء، منهم: الشيخ العلامة "عبد العزيز بن باز"، والشيخ العلامة "محمد بن صالح العثيمين"، والشيخ "عبد الله بن قعود"، والشيخ "عبد الله بن غديان"، والشيخ "عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين"، والشيخ "محمد المختار الشنقيطي"، والشيخ "عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي"، والشيخ "عطية سالم"، والشيخ "أبو بكر الجزائري"، والشيخ "عبد القادر شيبة الحمد"، والشيخ "أسامة محمد عبد العظيم الشافعي المصري".
منهجه:
وتبنى الشيخ منهجًا تربويًا في الدعوة إلى الله، فهو يرى أنَّ صلاح أمة الإسلام لن يكون حتى يتربى أبناؤها وفق منهج سلفنا الصالح مصداقًا لقوله تعالى: "إنَّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، وبدأ نشاطه الدعوي في قريته مسقط رأسه بعد أن أعاد بناء المسجد العتيق "مسجد الجمعية الشرعية بالمعتمدية", وأنشأ معه حضانة ومدرسة ابتدائية وإعدادية ما زالت قائمة حتى الآن وتعمل في نشاط، وبدأ الشيخ في تدريس منهج متكامل للشباب في المسجد يتمثل في مجموعة من كتب العقيدة والفقه والرقائق، مثل: كتاب "سبل السلام"، ثم كتاب "نيل الأوطار" على مرحلتين.
ـ كتاب "فتح المجيد"، وكتاب "العقيدة الطحاوية"، وكتاب "مختصر منهاج القاصدين"، وكتاب "الأصول من علم الأصول" للعثيمين، وكتاب "تيسير مصطلح الحديث"، ثم كتاب "مختصر علوم الحديث"، وقد استمرت هذه المرحلة خمس سنوات، ثمَّ بدأ الشيخ في تبسيط هذا المنهج لعامة الناس، وفقه واقعهم، ومحاولة علاج المشكلات الإيمانية الخطيرة التي يواجهونها في حياتهم. ومن هنا تركزت دعوته في تربية القلوب وتزكية النفوس، ليتعلم الناس كيفية الوصول لطريق الله.
مصنفاته وجهوده العلمية:
للشيخ "محمد حسين يعقوب" عدد من المصنفات التي تعكس منهجه في الدعوة، منها:
ـ "الأخوة أيها الإخوة": ويتناول قضية الحب في الله وأهميتها في هذا العصر وكيف نصل إلى هذه المرتبة العظيمة.
ـ "أسرار المحبين في رمضان": وهو كتاب يتناول أجمل ما قاله الشيخ في حياته عن رمضان.
ـ "أصول الوصول إلى الله تعالى": كتاب يحوي في طياته من الأصول والقواعد التي لا يستغنى عنها السائر في الطريق إلى الله.
ـ "إلى الهدى ائتنا": وهو مجموعة من المحاضرات لعلاج قضية الفتور عن الطاعات، وتناولها من خلال عشرين سببًا وأتبع كل سبب بالعلاج.
ـ "أمراض الأمة": رسالة عن الآفات التي ابتليت بها أمة الإسلام في هذا الزمان، مثل: غياب فاعلية العقيدة، وغلبة العاطفة على الواقع الفعلي والعملي، واتباع الهوى والشهوات، وكيفية العلاج من هذه الآفات.
ـ "حرب التدخين": هو رسالة في بيان خطورة وأضرار التدخين وكيفية الإقلاع عنه.
ـ "صفات الأخت الملتزمة": وهو رسالة جمع فيها الشيخ مجموعة من الصفات التي ينبغي أن تتحلى بها المرأة المسلمة ويتم الآن شرح هذه الصفات لتخرج في كتاب كبير.
ـ "القبر رؤية من الداخل": ويتناول أهوال القبر الستة ومن عبارات الكتاب تعالوا بنا لنزور ذلك الواعظ الصامت، نقف عنده مليا لنتدبر حديثه الدائم، عسانا نعتبر.
ـ "القواعد الجلية للتخلص من العادة السرية": وهي رسالة في بيان خطورة الاستمناء وحكم الشرع فيه وكيفية العلاج منه.
ـ "كيف أتوب؟": وهو عبارة عن مجموعة من المحاضرات ألقاها الشيخ عن التوبة في أثناء شرحه لتهذيب مدارج السالكين لابن القيم، وهو أول كتب الشيخ.
ـ "نصائح للشباب": وهو عبارة عن تهذيب كتاب "غذاء الألباب" للسفاريني، ويقدم شرحًا لمنظومة الآداب أتى فيها بجملة من السنن والآداب التي صارت مهجورة في عصرنا الحالي.
ـ "يا تارك الصلاة": وهو رسالة لكل تارك للصلاة تهمس في أذنه لماذا لا تصلي؟ تفند الشبهات والحيل الشيطانية التي يغري بها الشيطان طوائف من الناس فيبعدهم عن الصلاة، ويصدهم عن سبيل الله.