اختي المسلمة
إسألي نفسك في صراحة وخشوع وتفكر وخضوع : أين الآباء والأجداد .. !
وأين الكثيرون من الأهل والأحباب !!
ستجدين الجواب مصحوباً بدموع الحزن .. وأزيز القلوب على الفراق :
هم تحت طيات الثرى والتراب !
نعم هذا هو المصير .. وهذا هو المصير ..
تفكر في مشيبك والمآب *** ودفنك بعد عزك في التراب
إذا وافيت قبراً أنت فيه *** تقيم به إلى يوم الحساب
وفي أوصال جسمك حين تبقى *** مقطعةً ممزقةً الإهاب
فلولا القبر صار عليك ستراً *** لأنتنتِ الأباطح والرَّواب
خُلقنا للممات ولو تُركنا *** لضاق بنا الفسيح من الرحاب
ينادى في صبيحة كل يوم *** لدوا للموت وابنوا للخراب
يا أمة الله ..
كم في كتابك من خطأ وزلل ، وكم في عملك من سهو وخلل .. هذا وشمس عمرك على أطراف الذوائب وقد قرب الأجل ..
يُذكر أن رجلاً جاء إلى إبراهيم بن أدهم فقال : أين العمران ؟! فأخذ إبراهيم بيده حتى وقف به على القبور فقال له : هنا العمران !!
ولذلك قال الشاعر :
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها *** إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه *** وإن بناها بشر خاب بانيها
أختي المسلمة :
وقفتُ مرةً على قبر من القبور قد أُعِدَّ لدفن ميت فرأيت بين التراب المنثور خصلة من شعر إمرأة . ماتت منذ زمن ، اللهُ أعلم به ..!
فقلت في نفسي :
كم يا ترى كانت هذه المرأة أو الفتاة تعتني بهذا الشعر الجميل وتمنع عنه كل أذى وكل ما يذهب رونق جماله ونعومته !!
لكن أُنظري كيف حاله وقد اختلط بالتراب والثرى ؟!!
فالبدار البدار يا أمة الله .. ويا محمية هذا الدين ويا أمل هذه الأمة .. البدار البدار إلى توبة نصوح ورجعة صادقة لله تعالى من قبل أن يحين الحين ويبين البين !!
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ