بسم الله الرحمن الرحيم
هذه كلماتٌ في الدعاء أُهديها إِلَى كُلِّ مَنْ ضاقتْ عليه الأرضُ بما رَحُبتْ وضاقتْ عليه نفسُه
وظنَّ ألا ملجأَ من اللهِ إلا إليه ، إِلَى كُلِّ مَنْ أُغلقتْ في وجهه جميعُ الأبواب فلم يجدْ إلا بابَ السماءِ فراحَ يقرعُه عساهُ أن يُفتحَ له ، إِلَى كُلِّ مَنْ سُدتْ عليه جميعُ السبلِ وقُطعتْ عليه جميعُ الطرقِ فيمَّمَّ وجهَهُ شَطْرَ السبيلِ الذي لا يُسد والطريقِ الذي لا يُقطع سبيلِ السميعِ القريبِ المجيبِ ، إِلَى كُلِّ مَنْ ألمتْ به المحنُ ، وتباطأتْ عليه النِعم فراحَ يَستجيرُ ويستغيثُ بالرزاق ذي الِمنن ، إِلَى كُلِّ عبدٍ عجزَ عن كل شئ ، حتى عن رفعِ يديهِ إلى رافعِ الشكوى وكاشفِ البلوى . مجيبِ المضطرِ إذا دعاه ، إِلَى كُلِّ عبدٍ ضاق عيشُه ، وقل رزقُه ، وكثُر عيالُه ، إِلَى كُلِّ عبدٍ اشتدَّ كربُه ، وعَظُمَ دَيْنُهُ ، ونالَ منه غُرَمائُهَ ، إِلَى كُلِّ عبدٍ استعصى مرضُهُ ، ودامَ وجعُهُ وعلتْ آهاتُهً ، وكثُرَ أنينُهُ ، إِلَى كُلِّ عبدٍ ذهب يتكففُ الخلقَ بإهراقِ ماءِ وجهِهِ فهذا أعطاهُ ، وذاك ردَهُ ، إِلَى كُلِّ عبدٍ امتهَنَّ الشحاذةَ والتسولَ ، فأهانَّ نفسَهُ ، وأغضبَ ربَهُ ، إِلَى كُلِّ عبدٍ توجَه إلى الأموات بالاستغاثة ، والاستعانة ، والسؤال ، فأشركَ بالحي الذي لا يموت
إِذَا سَألْتَ فَاسأَلِ الله
إذ اشتدَّ عليك البلاءُ ، ونفذَ فيك القضاءُ
وانقطعَ منك النداءُ ، وضاقَ بك الفضاءُ
فارفعْ يديك وقل يَا رَبُّ
إذا طالَ الغمُ ، وكثُرَ الهمُ ، وعمَّ الحزنُ وطم
ولم تجدْ حولك من يهتم
فارفعْ يديك وقل يَا رَبُّ
إذا انقطعَ منك الأملُ ، وعجزتَ عن العمل
وغلبَ عليك المللُ ، وضقتَ ذرعاً بالكسل
فارفعْ يديك وقل يَا رَبُّ
إذا جاءتك المصائبُ كالسيل
والخلانُ عنك في مَيل . عندما يلُفُكَ الليل
فارفعْ يديك وقل يَا رَبُّ
إذا طالَ بك الزمان ، وعانيتَ الحرمان ، وفقدتَ الأمان
فارفعْ يديك وقل يَا رَبُّ
إذا خشيتَ العذاب . يوم الحساب
فقبل أن تُوسدَ التراب ، وتفارقَ الأحباب
فارفعْ يديك وقل يَا رَبُّ
إذا رُمتَ الجنان . في جوارِ الرحمن
وطمعتَ في الحور الحسان
فارفعْ يديك وقل يَا رَبُّ
(( إِذَا سَألْتَ فَاسأَلِ اللهَ ))
وفقني الله واياكم لما يحبه ويرضاه