الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله خير خلق الله ورسله
واذا ما حافظ الانسان المسلم على ايمانه فانه يجد لتلك المحافظة على الايمان ثمرات
هنية ينتفع بها في دنياه واخرته .
الثمرة الاولى – الحياة
الطيبة :
( من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحييه حياة طيبة
ولنجزينهم اجرهم باحسن الذي كانوا يعملون ) فحرام على من اعرض عن الله الحياة
ش
ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك
اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ).
قال احد الصالحين بعد ما تاب ورجع الى
الله : لقد ذقت كل شيء فما وجدت كالتقوى وقال ابراهيم بن ادهم وهو مؤمن صالح مقبل
على الله : نحن في عيش لو علمه الملوك لجالدونا عليه بالسيوف ، العيش مع الله هو
بمثابة السعادة الكاملة بالإيمان الذي جعل بعض الصحابة يرى الذهب ترابا لا قيمة له
ويرى القصور كأنها سكنات من صخور ويرى المناصب كأنها لاشيء فان مثل هذا بإيمانه
ويقينه وإقباله على الله قد استكمل الإيمان .
الثمرة الثانية – الفوز بالجنة والنجاة من النار :
فالنار أمرها عظيم (
فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور ) ربنا
انك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من نصار) .
تقول بعض الطوائف من
المبتدعة: نحن نعبد الله لا طمعا في جنته ولا خوفا من ناره فكذبهم أهل السنة
والجماعة وقالوا: لا أن من أعظم المطالب عند أهل الإسلام الفوز بالجنة الذي جعل من
حنظلة الصحابي الشاب يترك شهواته ويترك زوجته في الليلة الأولى زوجته الجميلة التي
احبها ويترك اهله وبيته وامواله وياخذ سيفه ويقبل على الله غير مغتسل من الجنابة
لعجله ان يقدم روحه في سبيل الله ويقول وهو في الطريق مخاطبا ربه سبحانه وتعالى :
خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى ، وهذا حديث صحيح .
ومن الذي باع الحياة
رخيصة
ورأى رضاك أعز شيء فاشترى
أمــر نار المجوس فأطفئت
وإبان وجه
الصبح ابيض نيــرا
قتل واستشهد في المعركة علم الله انه صادق وارتفعت روحه
الطيبة الى الحي القيوم ( يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية
فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) وبعد ان استشهد التفت عليه الصلاة والسلام فرآه يغسل
في صحاف ما بين السماء والارض بماء المزن ، قال : سلوا اهله . قالوا : مات جنباً
فلم يغتسل .
قال : لقد غسلته الملائكة . فهنيئاً لك الخلود والعيش الطيب
ياحنظلة .
وهناك الكثير من النماذج التي رباها محمد عليه الصلاة والسلام
على سمع وبصر منهم جعفر الطيار ياتي في معركة مؤته فتقطع يمينه ثم يحمل الراية
باليسرى فتقطع اليسرى فيحتضن الراية فتكسر الرماح في صدره فيقول مبتسماً :
يا حبذا الجنة واقترابـها
طيبة وبارد شرابها
والروم روم قددنا
عذابها
كافرة بعيدة أنسابها
رجل كلمه الله بلا ترجمان :
ايربي على هذا الا من عرف طريقه الى جنة عرضها السموات والأرض لم يمنى محمد
عليه الصلاة والسلام بالملك ولا بالمناصب ولا بالمعارات ولا بالسيارات . قالوا له :
نريد ملكا . قال : هي الجنة . قالوا :نريد طعاماً .قال : الجنة . قالوا : نريد
ذهباً وفضة . قال : الجنة صح عند البخاري وغيره ( ان عبد الله بن عمر الانصاري قتل
في المعركة وضرب باكثر من ثمانين ضربة فاتى بنه يبكي وابوه مقتول ، قال عليه الصلاة
والسلام . ابكي او لا تبكي والذي نفسي بيده ما زالت الملائكة تظل اباك باجنحتها حتى
رفعته والذي نفسي بيده لقد كلم الله اباك كفاحا بلا ترجمان فقال تمنى قال : اتمنى
ان تعيدني الى الدنيا فاقتل فيك ثانية . قال اني كتبت على نفسي انهم اليها لا
يرجعون فتمنى . قال اتمنى ان ترضى عني فاني قد رضيت عنك . قال فاني قد احللت عليك
رضواني لا اسخط عليك ابداً )
ان البلشفي الاحمر الذي يدافع عن مبادئ لينين
وماركس لا يفعل هذا لانهم يقاتلون لمبادئ رخيصة ويفرون من المعارك لانهم يريدون
الحياة واصحاب محمد يقول صلى الله عليه وسلم يريدون ما عند الله ولذلك فان السلف
الصالح يتطلع دائما الى الجنة .
الثمرة الثالثة : ( الجنة لمن صبر ):
انك اذا بخست حقا من الحقوق او
حرمت طعاما او لم تحصل علىمنصب او لم تحصل مالا اوشهرة فاعلم ان الجنة تنتظرك لانك
بصبرك هذا قد صدقت مع الله
الثمرة الرابعة: حفظ الله للعبد :
هناك حديث يجب على كل مسلم ومسلمة ان يحفظ
هذا الحديث لاهميته الكبرى في الخلق والعمل والسلوك عند الترمذي واحمد من حديث ابن
عباس بسند صحيح " ان الرسول عليه الصلاة والسلام قال له ياغلام اني اعلمك كلمات
احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة
اذاسالت فاسال الله واذا استعنت فاستعن بالله اعلم ان الامة لو اجتمعت على ان
ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم
يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك.
قال بعض السلف : والله ان الله يحفظ الصالح
في اهله وفي ماله وفي دويرة اهله ومن ضيع الله ضيعه الله . سنة من سنن الله الخلقية
والامرية الشرعية ان من ضيع الله في اوامره ضيعه الله في مستقبله وفي علمه وحياته
كلها وبعد مماته ( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن
مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ) .
