1- قارب معرفة الله:
وهو قارب النجاة من كلِّ ضلالة وانحراف، فالذي يعرف الله تعالى، يعرف بالتالي الطريق إلى كل خير، ويجتنب بالتالي أسباب الوُقُوع في الشَّرِّ.
فمعرفة الله أول طريق السالكين، ومنطقة سبيل المسترشدين، والحصانة من كل سوء، والأمان من كلِّ زيغ.
2- قارب عبادة الله:
وهو قارب النجاة من الغرَق في بحر الضلالات، وسبيل النجاة من الآفات والانحرافات، فالعبادة، وإحسانها، والدوام عليها، والإكثار منها - تُنَظِّم الصِّلَة بالله، وتُحسنها، وتديمها، والموصول بالله يبقى على مددٍ من الله، وعون منه وعناية، ومثل الموصول بالله كمَثَل الطائرة المستَرشدة في طيرانها ببرج المراقبة، فإذا انقطعتْ هذه الصلة، تاهتِ الطائرةُ في الفضاء، وانحَرَفَتْ عن خطِّ سيرها، وتعرَّضتْ للأخطار والمهالك، أو كمثل السفينة الموصلة بنقطة المراقَبة في الميناء، إذا انقطعت صلتها تاهتْ في البحار، وغرقتْ في لجَّة ليس لها قَرار.
3- قارب حب الله ورسوله
:
وهو قارب النجاة من الغرَق في بحر حبِّ الدنيا، والتعلُّق بحطامها، واللهث وراء مُتَعِها وشهواتها، فالذي تعلَّق قلبُه بالله، لا يطغى عليه حب ما عداه، وإذا أحب أحب في الله، سواء أكان حبًّا لأخ، أو زوج، أو ولد، أو لأيِّ إنسان من الناس؛ ولقد كان من أدعية الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم إني أسألك حبَّك، وحبَّ مَن يحبُّك، وحبَّ عمَل يُقربني إلى حبِّك)).
4
- قارب الخوف من الله:
وهو قارب النجاة من الغرق في بحر الجبن، والخوف، والمعاصي، والآثام؛ كان قدوتنا الأول - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أنا أخوفكم لله))؛ البخاري - ويقول: ((والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له))؛ البخاري.
فالذي يخاف الله تعالى يتقي سخطه، ويخشى عذابه، ويتحاشَى الوقوع في محارمه، والذي يخاف الله تعالى يقذف الله في قلبه الجرأة، والشجاعة، والعزة، فلا يجبن عند لقاء العدو، ولا يتهَيَّب عند مُواجهة الطغاة، ولا يستحيي من الصدع بالحق، والذي يخالف الله تعالى يستديم مراقبته له، وحذره من التفريط في جنبه، ولا يأمن مكره؛ ﴿فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا القَوْمُ الخَاسِرُونَ﴾
مِن قوارب النجاة: ذِكْر الله ومزاياه
وفي ذِكر الله أكثر من مائة فائدة، ذَكَرَها الإمامُ (ابن القيم)، نختصر منها ما يلي:
1- أنَّ ذكر الله يَطْرُد الشيطان.
2- أنه يرضي الرحمن.
3- يزيل الهم والغم عن القلب.
4- يجلب للقلب الفرح والسرور.
5- يُقَوِّي القلْب والبدن.
6- ينور الوجه والقلب.
7- يجلب الرزق.
8- يكسو الذاكر المهابة، والحلاوة، والنضْرة.
9- يورث محبة الله التي هي رُوح الإسلام.
10- أنه يُورث المراقبة، والإنابة، والقرْب من الله.
11- أنه يفتح للعبد أبواب المعرفة، ويورث الهيبة لربِّه، وإجلاله.
12- أن ذِكْر العبد ربه يورث ذكر الله له؛ كما قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152].
13- أنه يورث حياة القلب، وذكر الله للقلب كالماء للسمك.
14- أنه قوت القلب والروح؛ ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].
15- أنه يورث جلاء القلب من صدئِه.
16- أنه يحط الخطايا، ويرْفع الدرجات.
17- أنه يزيل الوحشة التي بين العبد وبين ربه.
18- أنه يذكر بصاحبه عند الشدة.
19- أن العبد إذا تعرف إلى الله بذكره في الرخاء، عرفه في الشدة.
20- أنه ينجي من عذاب الله تعالى.
و مزايا ذكر الله لا تعد ولا تحصي
اللهم اجعلنا من الذاكرين الله والذاكرات