الاسلام والحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الاسلام والحياة


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولالتسجيل
أهلا ومرحبا زائرآخر زيارة لك كانت فيالأربعاء ديسمبر 31, 1969
آخر عضو مسجل محمد حموفمرحبابه
 
 
 
 
 
 

القول الصحيح فى تفسير......لأطوفن الليلة على مائة امرأة... 4 Support

 

 القول الصحيح فى تفسير......لأطوفن الليلة على مائة امرأة... 4

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاطف الشرقاوى
عضو مبدع
عاطف الشرقاوى


عدد الرسائل : 311
تاريخ التسجيل : 04/07/2009

القول الصحيح فى تفسير......لأطوفن الليلة على مائة امرأة... 4 Empty
مُساهمةموضوع: القول الصحيح فى تفسير......لأطوفن الليلة على مائة امرأة... 4   القول الصحيح فى تفسير......لأطوفن الليلة على مائة امرأة... 4 Emptyالسبت يوليو 18, 2009 5:18 pm

والجواب على هذه الشبهة كما يلي :

أولاً: أن الكردي يفتري على سليمان عليه السلام بقوله ( رفض ):
فكلمة (رفض) التي عبّر بها هنا تحمل في طياتها ـ كما هو معلوم ـ معنى البغض أو الكره، وهو بهذا يعظم العجب من قصة الحديث وينكرها، ولم يرد في نص الحديث أن سليمان عليه السلام رفض، بل الوارد ـ كما في البخاري ـ أنه ( نسي )( 37). ولا شك أن هناك فرقاً بين التعبيرين.

ثانياً : أن النسيان واقع من الأنبياء عليه الصلاة والسلام :
فالنسيان واقع من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقد أثبته القرآن الكريم الذي يعجز الكردي عن رده قال تعالى : ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً ) [طه:115]. ولو كان نسيان آدم عليه السلام مما لا يُؤاخذ عليه لما آخذه الله تعالى.
قال ابن جرير: " إن النسيان على وجهين:
أحدهما: على وجه التضييع من العبد والتفريط.
والآخر: على وجه عجز الناسي عن حفظ ما استحفظ ووكل به،وضعف عقله عن احتماله.
فأما الذي يكون من العبد على وجه التضييع منه والتفريط، فهو تركٌ منه لما أمر بفعله. فذلك الذي يرغب العبد إلى الله عز وجل في تركه مؤاخذته به، وهو النسيان الذي عاقب الله عز وجل به آدم صلوات الله عليه فأخرجه من الجنة، فقال في ذلك: ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً ) [طه:115]"( 38).
وقال ابن عطية : " ونسي معناه: ترك، ونسيان الذهول لا يمكن هنا، لأنه لا يتعلق بالناسي عقاب"( 39).
بل قد ذكر الله تعالى ما هو أشد من ذلك فقال جل وعلا : ( فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ) [طه:121].

وما يقع من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من ذلك غير قادح في مقام النبوة والعصمة كما قال الشنقيطي: " ولا شك أنهم صلوات الله عليهم وسلامه إن وقع منهم بعض الشيء فإنهم يتداركونه بصدق الإنابة إلى الله حتى يبلغوا بذلك درجة أعلى من درجة من لم يقع منه ذلك . كما قال هنا : (وعصى آدم ربه فغوى ) [ طه : 121 ] ثم أتبع ذلك بقوله: (ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) [ طه:122 ] "( 40).
وإذا كان النسيان قد وقع من الأنبياء السابقين عليهم السلام فإنه قد وقع من نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فجاءت الآية في ذلك : ( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً ، إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشداً) [الكهف: 23 ـ 24 ].
فقد روى ابن إسحاق( 41) والطبري في أول سورة الكهف( 42) والواحدي في سورة مريم( 43): أن المشركين لما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل الكهف وذي القرنين وعدهم بالجواب عن سؤالهم من الغد ولم يَقُل " إن شَاءَ الله " فلم يأته جبريل عليه السلام بالجواب إلا بعد خمسة عشرَ يوماً . وقيل : بعد ثلاثة أيام .
قال ابن عاشور : " فكان تأخير الوحي إليه بالجواب عتاباً رمزياً من الله لرسوله عليه الصلاة والسلام كما عاتب سليمان عليه السلام ... ثم كان هذا عتاباً صريحاً فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أهل الكهف وعد بالإجابة ونسي أن يقول : «إن شاء الله» كما نسي سليمان، فأعلم الله رسوله بقصة أهل الكهف، ثم نهاه عن أن يَعِد بفعل شيء دون التقييد بمشيئة الله"(44 ).

وبهذا يتبين أن ما استنكره الكردي هنا؛ واقعٌ من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وغير قادح في مقامهم الكريم، ولا ينقص من قدرهم وعلوّ شأنهم، إذ هم المصطفون من ربهم لتبليغ رسالات الله تعالى، وهم أكرم الخلق على الله تعالى.
ولعل الكاتب هنا لم يلتفت إلى كل ما سبق، بل لم ينتبه إلى وقوع العتاب في القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم في غير ما آية، والظاهر أن الهوى كما قيل يُعمي ويُصمّ، وقد قال تعالى : (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) [ ص : 26 ]. نعوذ بالله من الخذلان .

ثالثاً: أن النسيان يطلق في اللغة بمعنى الترك ولو مع الذكر:
وقد استنكر الكردي ذلك فقال : " ومن الغرائب ما ورد في أحد طرق الحديث من أن سليمان ـ بعد ما ذكّره صاحبه ـ لم يقل ونسي، هذا في حين أن النسيان قد يقع عند عدم التذكير، أما إذا ذكر الإنسان بقول شيء، ومع ذلك لم يقله، فهذا لا يسمى نسياناً!"(45 ).
والقارئ في كلامه ذلك يحسب أن الرجل قد استقرأ كتب اللغة والمعاجم فلم يجد ذلك، بينما الحقيقة أن ذلك الاستعمال موجود في كلام العرب بل في القرآن العظيم الذي لا يُتصور أن الكاتب لم يقرأه.
قال الشنقيطي: " والعرب تطلق النسيان وتريد به الترك ولو عمداً، ومنه قوله تعالى: (قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى) [ طه : 126 ] "( 46).
وقال الراغب الأصفهاني: " النسيان: ترك الإنسان ضبط ما استودع؛ إما لضعف قلبه، وإما عن غفلة، وإما عن قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره"( 47).
وقال ابن فارس : " النون والسين والياء أصلانِ صحيحان: يدلُّ أحدهما على إغفال الشيء، والثاني على تَرْك شيء"( 48).
فهذه كتب اللغة وأئمتها ناطقون بنقيض ما يقوله الكردي الخابط بغير علم، ولا شك من أن حبل الكذب قصير كما قال هو نفسه(49 ).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القول الصحيح فى تفسير......لأطوفن الليلة على مائة امرأة... 4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القول الصحيح فى تفسير......لأطوفن الليلة على مائة امرأة... 1
» القول الصحيح فى تفسير......لأطوفن الليلة على مائة امرأة... 2
» القول الصحيح فى تفسير......لأطوفن الليلة على مائة امرأة... 3
» القول الصحيح فى تفسير......لأطوفن الليلة على مائة امرأة... 5
» القول الصحيح فى تفسير......لأطوفن الليلة على مائة امرأة... 6

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الاسلام والحياة :: منتدى سير اعلام النبلاء-
انتقل الى: